يعتمد عبدالفتاح السيسي على الحفاظ بشكل دائم على مصالح الجيش وبخاصة الجنرالات وتمكينهم من الحفاظ على مكتسباتهم في إدارة الشركات الكبرى أو الهيمنة والسيطرة الكاملة على قطاعات اقتصادية بأكملها، من أجل الحفاظ على نظامه وتكريس حكمه، والسماح بتوسع الإمبراطورية الاقتصادية لقادة الجيش والممتدة منذ زمن

وتوسعت إمبراطورية الجنرالات الاقتصادية منذ تولى السيسي للحكم ولمعت شخصيات كثيرة في قطاعات مختلفة، سواء بعد خروجها من الخدمة العسكرية وبخاصة كبار الجنرالات الذين يحتفظون بمقاعدهم في المجلس العسكري وهو أعلى سلطة داخل القوات المسلحة، أو فرض السيطرة على شركات الأعمال والاستفادة من خدمات المنظومة العسكرية وتسخير كل السبل لمنحها السلطة على قطاعات مدنية واقتصادية متعددة.

أعطى السيسي الحصانة الكاملة لعدد كبير من القيادات وقام بمنحهم مناصب كبيرة داخل قطاعات اقتصادية هامة خلال فترة عملهم بالقوات المسلحة ما أثمر عن تشكيل خريطة واسعة للامبراطورية الاقتصادية للجنرالات، وبات الاقتصاد المصري بأكمله يخضع للقبضة العسكرية.

ولا تعد عملية التوسع والهيمنة لقيادات الجيش على القطاعات الاقتصادية وليدة عصر أو حكم السيسي ولكنها باتت أكثر من أي وقت مضى، ويستخدمها السيسي نفسه في سبيل إرضاء الأجنحة التي يمكن لها أن تصنع أزمات في حكمه، ليبتعد بكرسي الحكم ويكرس نظامه بمساعدة أبنائه ومساعديه المقربين.

خلال السنوات الأخيرة، اتضح بشكل جلي عمليات الهيمنة للجنرالات على قطاعات واسعة من اقتصاد مصر الوطني، وذلك في ظل الأزمات المتتالية التي تواجهها مصر وعمليات بيع الأصول وتصفية كذلك القطاعات المختلفة والاستثناءات التي يتم منحها لشركات الجيش على حساب القطاع الخاص ما أثر بشكل كبير في تدهور الوضع الاقتصادي بمصر.

نتناول في هذا الملف عدد من الجنرالات والشركات التي يحكمون سيطرتهم عليها، والتي باتت خريطة تشمل كافة قطاعات الاقتصاد في مصر

تسيطر "دولة الجنرالات العميقة" على المفاصل الرئيسية للدولة، ويعتمد السيسي سياسة الاحتواء مع المؤسسة العسكرية، حيث يفتح لهم المجال للسيطرة على المؤسسات الاقتصادية والحيوية في الدولة أثناء خدمتهم وبعد تقاعدهم لضمان ولائهم، ما ساهم بشكل واضح في تشكيل إمبراطورية خفية للعسكر

وتشير عمليات البحث والتحري التي قمنا بتتبعها عن توغل الجنرالات في قطاعات متعددة وحصولهم على عدد هائل من المناصب الكبرى في الشركات والقطاعات المختلفة، حيث يتربع العسكريون على الكثير من مجالس إدارة الشركات التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية والمشاريع الاستثمارية التابعة للجيش بما في ذلك النوادي العسكرية والفنادق وغيرها، وامتدت سطوتهم كذلك من قطاع الإنتاج والاستثمار الحربي إلى مختلف السلع الإنتاجية والاستهلاكية – خاصة الغذائية - مع التوسع في الشراكات المحلية والأجنبية، وجميع تلك القطاعات لا تضم لميزانية الدولة أو رقابة البرلمان عليها

بعد خروجه على المعاش تم تعيينه رئيسا لمجلس إدارة الشركة الوطنية للطرق التابع لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، والتي أنشئت عام 2002 بهدف إنشاء وتنمية وصيانة الطرق

عينه السيسي بعد تقاعده رئيسا لمجلس إدارة شركة النصر للكيماويات الوسيط التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية

أنشئت الشركة عام 1982 بمنطقة أبورواش بمحافظة الجيزة لتوفير إحتياجات مرافق مياه الشرب والصرف الصحى والمنشآت الرياضية من الكلور والشبة كذا الأسمدة والمخصبات الزراعية وإمداد قطاعى الصحة والصناعة بالغازات الصناعية والطبية

ترأس هيئة التسليح وكان أحد أعضاء المجلس العسكري، وتم تعيينه بعد إحالته للتقاعد رئيسا لمجلس إدارة الشركة العربية العالمية للبصريات

الشركة العربية العالمية للبصريات هي شركة مساهمة مصرية يمتلك جهاز مشروعات الخدمة الوطنية جزء كبيرا منها"، أنشئت عام 1982 بمدينة السلام كشركة مساهمة برأس مال مصرى وأجنبي طبقاً لقانون الاستثمار كشركة تابعة للهيئة العربية للتصنيع ثم أصبحت تابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وتبلغ حصة الجهاز في رأس المال نسبة 51 % والشريك الأجنبي 49 % (مجموعة تاليس الفرنسية) بهدف تصنيع الأجهزة والمعدات البصرية ذات التقنية العالية وما زال زغلول عضوًا بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة بصفة مستدعى

اختاره السيسي كرئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة الوطنية للأسمنت ببنى سويف، وسبق له تولي منصب مدير صندوق إسكان أفراد القوات المسلحة

تولى اللواء أركان حرب كمال الدين حسين عدة مناصب داخل الجيش فكان مدير إدارة المهندسين العسكريين ونائب رئيس الهيئة الهندسية سابقًا، وبعد إحالته للتقاعد عينه السيسي رئيسا لمجلس إدارة شركة العريش للأسمنت

وصل إلى منصب مساعد قائد القوات البحرية، وبعد خروجه للتقاعد تم تعيينه لسنوات رئيسًا لهيئة موانئ بورسعيد

وقضت محكمة جنايات القاهرة في فبراير 2016، بالسجن المشدد 5 سنوات على رئيس هيئة موانئ بورسعيد السابق، أحمد نجيب شرف، وتغريمه المبالغ المحصّلة التي تقاضاها كرشوة، في القضية المعروفة إعلامياً بـ"رشوة موانئ بورسعيد

أحد قيادات الجيش واختاره السيسي كرئيس للشركة المصرية للتعدين وإدارة واستغلال المحاجر والملاحات، التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية

بداية من يوليو 2020 تم إعادة هيكلة قطاع التعدين وتحويله لشركة مساهمة تحت اسم «الشركة المصرية للتعدين وإدارة واستغلال المحاجر والملاحات» لتختص بإدارة المحاجر والملاحات بالمحافظات المصرية، بهدف تنظيم العمل بالمحاجر في مختلف أنحاء الدولة.

تم تعيينه رئيسا لمجلس إدارة شركة كنوز مصر للرخام والجرانيت التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية

كنوز مصر هي أحد مشروعات منطقة الجلالة. تضم المدينة 8 مصانع للرخام ومصنعا للجرانيت وتضم مصنعا للرخام الصناعي ومصنعا للطوب الخفيف ومصنعا للمنتجات الخرسانية ومصنعا لمستلزمات الإنتاج التي تتمكن من إنتاج حوالى 30 مليون متر مربع من الرخام ومليون متر مربع من الجرانيت.

خدم لسنوات عديدة داخل الهيئة الهندسية وبعد إحالته للتقاعد تم تعيينه رئيسا لمجلس إدارة مصنع الرخام والجرانيت ببني مزار بمحافظة المنيا التابع للقوات المسلحة

تجمعه بالسيسي علاقة وطيدة، وتم تعيينه لفترات رئيسًا للشركة الوطنية للزراعات المحمية، وتعد الشركة هي المنوطة بالمشروعات الزراعية التي ينفذها الجيش وتحديًدا مشروعات الصوب الزراعية

تربطه علاقة صداقة بالسيسي، وتم منحه رئاسة مجلس إدارة الجهاز الوطني للإدارة والاستثمار المسؤول عن مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة، ويشرف الجهاز على سلسلة فنادق الماسة المملوكة لإدارة الشؤون المالية بالقوات المسلحة وسلسلة فنادق توليب التي تشمل 15 فندقا المملوكة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بعد الاستحواذ عليها وغيرها من فنادق ومنتجعات المخابرات العامة بما فيها فندق تريومف الذي كان يديره

صديق مقرب للسيسي، وسبق اتهامه في قضايا فساد واختلاس أثناء خدمته بالقوات المسلحة وأحيل للتقاعد، ثم أصبح عضوا في مجلس إدارة شركة مرسى علم للسياحة التي زادت خسائرها 200%

استدعاه السيسي لتولي منصب المدير العام الإقليمي لفنادق تريومف مصر مجموعة فنادق تريومف

يعد حلم تصنيع السلاح بأيادٍ مصرية هو حلم كل مواطن، لا سيما امتلاك الغذاء والدواء، ولكن منذ تولى السيسي الحكم ابتعدت مصر بشكل غير مسبوق عن مجرد التفكير في تلك الاستراتيجية، ورغم امتلاك الدولة لعدد من المصانع المنوط بها القيام بتلك المهام وتطوير قدرات الدولة العسكرية، إلا أنها باتت غارقة في مسارات يصب غالبيتها للمصالح الشخصية والمنفعة لعدد محدود من قيادات الجيش، حيث يتولى إدارة تلك المصانع التي أنشئت منذ عقود القادة المتقاعدين والذين يحصلون على رئاسة دورية لتلك المصانع في ما يبدو ترضية لهم بعد إحالتهم للتقاعد

وربما يكون المثال الأبرز لعملية الانحراف تلك، والابتعاد بشكل تام عن الأهداف الاستراتيجية التي تساهم في استقلال البلاد، هو تحول أعمال مصنع 45 الحربي الذي تم إنشاؤه 1952بمنطقة المعصرة بحلوان، وذلك لإنتاج الذخائر بأنواعها المختلفة لصالح الجيش، ولكنه ينشط حاليا في مجال إنتاج عدادات الكهرباء والمياه، والمواد الكيماوية للأعمال المدنية، بالإضافة لعدد من الصناعات المعدنية الخفيفة

بات انخراط الجيش في القطاعات المدنية هو السمة الغالبة في العقد الأخير، وأصبحت مزاحمته للقطاع الخاص هي مصدر الخطورة الأول وسبب رئيسي في تدهور أوضاع الاقتصاد المصري وهروب المستثمرين ورجال الأعمال المصريين، بعد السيطرة شبه الكاملة والفارق الكبير في حجم الإعفاءات والامتيازات التي يتم منحها للشركات التابعة للمؤسسة العسكرية وتعود بالنفع الأكبر على رؤساء مجالس إدارة تلك الشركات وكبار القادة خلال فترات خدمتهم أو بعد إحالتهم للتقاعد

اللواء صلاح سليمان جمبلاط تخرج من الكلية الفنية العكسرية وخدم في القوات المسلحة لفترات عديدة وبعد خروجه للتقاعد تم تعيينه رئيسا لمجلس إدارة شركة أبو زعبل للكيماويات المتخصصة أو مصنع 18 الحربي وهي شركة مساهمة حكومية مصرية، وتعد إحدى شركات الهيئة القومية للإنتاج الحربي التابعة لوزارة الإنتاج الحربي، التي أنشئت عام 1950 في منطقة أبو زعبل بمحافظة القليوبية، وتعمل في مجال الصناعات العسكرية والمدنية

بعد خروجه من الخدمة تم اختياره كرئيس مجلس إدارة مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات (مصنع 200 الحربي). مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات أو مصنع 200 الحربي هي شركة مساهمة حكومية مصرية، إحدى شركات الهيئة القومية للإنتاج الحربي التابعة لوزارة الدولة للإنتاج الحربي، أنشئت سنة 1987 في منطقة أبو زعبل بمحافظة القليوبية، كنتيجة لعقد الاتفاق المُبرم بين الحكومة المصرية وحكومة الولايات المتحدة للإنتاج المشترك لدبابة القتال الرئيسية الأمريكية إم1 أبرامز، حيث أُنتجت أول دبابة في المصنع سنة 1992

خدم فترات عديدة في قطاعات الهيئة الهندسية وتم تعيينه بعد إحالته للتقاعد رئيسا لمجلس إدارة شركة قها للصناعات الكيماوية (مصنع 270 الحربي). وتعد شركة قها للصناعات الكيماوية ( مصنع 270 الحربي ) إحدى شركات الهيئة القومية للإنتاج الحربي وتعمل في عدة مجالات، أبرزها: محطات معالجة مياه الآبار وتنقية المياه السطحية وتحلية مياه البحر وتحلية المياه الجوفية، ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، وعدادات المياه للاستخدام المنزلي والأغراض الصناعية، والبطاريات الجافة بأنواعها، والألعاب النارية للمناسبــــات القوميـة والاحتفــــالات

يترأس مجلس إدارة الشركة الوطنية لإنتاج وتعبئة المياه الطبيعية "صافي" وهي من أهم شركات الجيش، وتتبع لجهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة

بعد إحالته للتقاعد تم تعيينه رئيسًا لمجلس إدارة شركة حلوان للأجهزة المعدنية (مصنع 360 الحربي). وتعد شركة حلوان للأجهزة المعدنية (مصنع360 الحربى ) متخصصة في صناعة الأجهزة المنزلية بعد أن كانت وحدة إدارية تتبع مصنع 36 الحربى التابع لمصنع الطائرات، واستقلت الشركة عن مصنع 36 الحربى ماليا وإداريا، وقد اكتسبت الإسم الحالي وهو شركة حلوان للأجهزة المعدنية، وتنتج الشركة عددا كبيرا من المنتجات المدنية، أبرزها البوتاجازات والسخانات والتكييفات والغسالات والكمامات

تم تعيينه رئيسًا لمجلس إدارة شركة حلوان للآلات والمعدات (مصنع 999 الحربي)، وهي إحدى شركات الهيئة القومية للإنتاج الحربي أنشئت سنة 1963 في منطقة حلوان، بغرض تصنيع الآلات والمعدات للورش والمصانع، بالإضافة للصناعات العسكرية

تم تعيينه من قبل السيسي رئيسًا لمجلس إدارة شركة حلوان للصناعات غير الحديدية، وهي إحدى شركات الهيئة القومية للإنتاج الحربي أنشئت عام 1960 وتأسست كشركة صناعية لمحركات الديزل في مصر والشرق الأوسط

بعد إحالته للتقاعد تم تعيينه رئيسًا لمجلس ادارة شركة حلوان للمسبوكات مصنع "9 الحربي"، والتي تعمل في مجال إنتاج المسبوكات المعدنية الهندسية بمختلف أحجامها لصالح الجيش والقطاع المدني. وبطاقة إنتاجية تبلغ حوالي 30 ألف طن سنويًا

تم اختياره بعد تقاعده لتولي منصب رئيس مجلس إدارة شركة أبو زعبل للصناعات المتخصصة (مصنع 300 الحربي). شركة أبو زعبل للصناعات المتخصصة أو مصنع 300 الحربي هي شركة مساهمة حكومية مصرية، إحدى شركات الهيئة القومية للإنتاج الحربي التابعة لوزارة الدولة للإنتاج الحربي، وتعمل في مجال إنتاج الأسلحة الصغيرة والمتوسطة والذخائر بمختلف أنواعها وكذلك تعمل في بعض الصناعات المدنية

بعد خروجه على التقاعد تم تعيينه رئيسًا لمجلس إدارة شركة المعصرة للصناعات الهندسية (مصنع 45 الحربي). شركة المعصرة للصناعات الهندسية أو مصنع 45 الحربي هي شركة مساهمة حكومية مصرية،وهي إحدى شركات الهيئة القومية للإنتاج الحربي، أنشئت سنة 1952 بمنطقة المعصرة بحلوان بمحافظة القاهرة، وذلك لإنتاج الذخائر بأنواعها المختلفة لصالح الجيش، وتعمل حاليًا في مجال إنتاج عدادات الكهرباء، المياه، والغاز الطبيعي، المواد الكيماوية للأعمال المدنية، والصناعات المعدنية الخفيفة

عينه السيسي بعد تقاعده من الجيش رئيسًا لمجلس إدارة شركة من أهم شركات القوات المسلحة الاقتصادية وهي شركة الوطنية للبترول، والتي تتبع جهاز المشروعات

خدم اللواء مهندس ممدوح بدوي في القوات المسلحة لفترات ثم تم تعيينه من قبل السيسي رئيسًا لمجلس إدارة شركة هليوبوليس للصناعات الكيماوية (مصنع81 الحربي)

شركة هليوبوليس للصناعات الكيماوية أو مصنع 81 الحربي هي شركة مساهمة حكومية مصرية، وتعد إحدى شركات الهيئة القومية للإنتاج الحربي التابعة لوزارة الدولة للإنتاج الحربي، أنشئت سنة 1949 كأول شركة مصرية متخصصة في إنتاج البويات والكيماويات.

بعد خروجه على المعاش تم تعيينه رئيسا لمجلس إدارة شركة بنها للصناعات الإلكترونية ( مصنع 144 الحربى )

شركة بنها للصناعات الإلكترونية أو مصنع 144 الحربي هي شركة مساهمة حكومية مصرية، إحدى شركات الهيئة القومية للإنتاج الحربي التابعة لوزارة الدولة للإنتاج الحربي، أنشئت سنة 1957 وبدأت نشاطها سنة 1962، تعمل في مجال الصناعات الإلكترونية، تمتلك الشركة مجموعة من المصانع المزودة بأحدث الأجهزة والمعدات

تم تعيينه رئيسًا لمجلس إدارة شركة حلوان للصناعات الهندسية "مصنع 99 الحربي" التابعة للهيئة القومية للإنتاج الحربي، وتعمل في مجال إنتاج أدوات المائدة والطبخ، طفايات الحريق، أسطوانات الغاز، والصناعات المُغذية للسيارات

بعد إحالته للتقاعد تم تعيينه في منصب رئيس مجلس إدارة شركة أبو قير للصناعات الهندسية (مصنع 10 الحربي)

لدى السيسي عددا من الرموز التي يرتكن إليها ويحافظ بشكل دائم على توفير الحماية الكاملة لهم، ويأتي في مقدمتهم اللواء خيري بركات والذي اختاره السيسي لمنصب رئيس الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء منذ 2018 وحتى الآن وقبلها وبعد خروجه من الخدمة كان مستشارا للسيسي، كما شغل أحد أبرز قادة الجيش خلال ثورة يناير 2011 وهو اللواء حمدي بدين مواقع هامة كان أبرزها تعيينه بعد خروجه من الخدمة كملحق عسكري لمصر في الصين، ثم اختياره بعد ذلك لرئاسة مجلس إدارة الشركة الوطنية للثروة السمكية التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة

ليس بدين وحده من يمنحه السيسي الحصانة والمنصب المرموق، فلدى السيسي أيادٍ متغلغلة داخل المؤسسة العسكرية يتحكم من خلالهم بالأذرع الاقتصادية التابعة للجيش، وذلك يعود لأهمية وتأثير ذلك على استمرار وجوده بالحكم، ولعل أبرز تلك الكيانات التي يقوم السيسي بتدوير قادة الجيش بعد تقاعدهم على إدارتها شركة السويس للصلب والهيئة العربية للتصنيع والشركة الوطنية للمقاولات العامة والتوريدات وشركة النصر للخدمات والصيانة

يحتل العسكريون قطاعات متعددة في الدولة، ويسيطر الجيش أيضًا على قطاعات الاقتصاد الحربي، وتملك قيادات الجيش سلطة الرقابة المركزية على المؤسسات والهيئات الإدارية، كما لهم أيضا نفوذ واضح في الوزارات والهيئات ويسيطرون كذلك على جهاز التعمير المركزي الذي يقوم ببناء الطرق الدائرية والمساكن والكباري، وهيئة التجمعات المدنية الجديدة

ويبرز توغل الجنرالات في مؤسسات الدولة حينما ننظر إلى الهيكل الإداري، والسيطرة على عدد هائل من مناصب المحافظين ونائبي المحافظين والمساعدين والمدراء العموميين داخل المجالس المحلية

لا سيما ارتفاع ملحوظ في نفوذ العسكريين المتغلغل عبر حصولهم على نسبة من الوزراء وكذلك مناصب المديرين ومديري مكاتب الوزراء من ذوي الخلفية العسكرية (قطاعات الدفاع، الإنتاج الحربي، الطيران المدني، والتنمية المحلية والنقل والاتصالات والبيئة والتضامن الاجتماعي) وهو ما ضمن رواتب فلكية للمتقاعدين من الجيش إلى جانب معاشاتهم المرتفعة من مؤسسة الجيش

نستعرض في الملف القادم، خريطة توضح هيمنة الجنرالات على المناصب الهامة داخل الهيكل الإداري للدولة.